كيف نحمي أطفالنا من وسائل الإعلام
إخوتي الأحبّة:
إنّ التطوّر المذهل لوسائل الإعلام والذي لا يمكننا إنكار فوائده العظيمة لكن لا يخفى على احد المصاعب بل وربما المصائب التي تواجه الأسرة في هذا الزمان وهو كثرة المصادر التي يتلقى منها الأطفال معلوماتهم وسلوكياتهم . فلو أردنا أن نعددها فإن الحديث يطول . فالفضائيات وما تبثه من خليط يغلب طالحه على صالحه
والانترنيت وما يحتويه من مصائب دون أن نغفل عن فوائده والصحف والمجلات والإذاعات والألعاب الإلكترونية ,بل وحتى ما يشاهدونه في المدارس والأسواق ووسائل النقل ومقاهي الإنترنيت . كل هذه الوسائل تبث سيلاً من المعلومات الغير منضبطة بأي ضابط أو معيار وهنا تكمن صعوبة السيطرة على تلقي أطفالنا وحمايتهم من ما يسمع أو يرى , فحتى لو تمكنّا من السيطرة على مصادر تلقي الأطفال داخل المنزل سنكون عاجزين تماماً عن ضبطها أو مراقبتها خرج المنزل . فقد أصبح بإمكان الطفل أو المراهق أن يدخل بواسطة هاتفه المحمول إلى شبكة الانترنيت ويشاهد ما يشاء .
ومن هنا تأتي أهمية دور الأسرة في تعليم الأطفال والمراهقين كيفية التلّقي من هذه المصادر للحد من الآثار السلبية التي قد تسببها . والأمر ليس سهلاً ويحتاج إلى حكمة في التعامل تماماً كعمل جرّاح في أعصاب المخ يحاول إزالة مرض مستحكم بين ثناياه دون التسبب بأضرار جانبية . فمنع الأطفال من التعامل مع هذه الوسائل أمر مستحيل لعدم إمكانية السيطرة على الدائرة المحيطة بالطفل من أهل وأقارب وأصدقاء بل ولعدم حرمانه من الفوائد العظيمة لهذه الوسائل لو استخدمت بشكل صحيح . ولو منع من التعامل معها فإنه سيبحث عنها خارج المنزل وهنا ستكون الخطورة أشد
.
إذاً ما هو الحل ؟ كيف نحمي أطفالنا من هذه الوسائل ؟؟
الخطوة الأولى والأهم هي أن نكون نحن مؤهلين لذلك بأن نكون مدركين لخطورة ما يرد في هذه المصادر , وأن نملك الحكمة والمعرفة للحد من سلبيات هذه المصادر على أطفالنا .
الخطوة الثانية : وهي التحصين الذاتي لأطفالنا وجعلهم قادرين على التمييز بين الصالح والطالح وذلك بزرع قيم وأخلاقيات ديننا الحنيف في عقولهم منذ الصغر وأن هذه المصادر هي مرتبطة بعجلة الحياة بما فيها من خير وشر . وأنه يمكننا أن نوظفها للخير إذا استخدمناها بالشكل الصحيح وإنها ستكون علينا وبالاً في ديننا ودنيانا إذا استخدمناها بشكل خاطئ .
ولكن لتحقيق هذه الغاية لابد من بعض الأمور المساعدة في العلاج ويمكن أن نختصرها بالنقاط التالية :
1- أن نضع للأطفال جدول لأوقات المشاهدة وأن تكون محددة مثل غيرها كوقت الطعام ووقت الدراسة ووقت النوم .
2- عدم وضع أجهزة التلفزيون والفيديو والكومبيوتر في غرف نوم الأطفال أو المراهقين ,بل وضعها في أماكن عامة كالصالة أو غرف الجلوس بحيث يمكن المراقبة بشكل مستمر بدون حرج فلا يتوقف الطفل عند أي خيار خاطئ لمعرفته بأن المكان يمكن أن يدخله أي فرد من العائلة
3- مساعدة الأطفال والمراهقين في اختيار البرامج التي تناسب أعمارهم . وذلك باختيار حزمة من القنوات التي تثق بها وترتيبها على جهاز استقبال القنوات
4- شاهد معهم بعض البرامج وناقشهم بما يشاهدون وساعدهم في التحليل والنقد وأجبهم عن أية أسئلة قد تدور في أذهانهم .
5- اسألهم عن مشاهداتهم خارج المنزل وما يصادفونه من أمور يصعب عليهم تفسيرها اشرحها لهم وناقشهم فيها .
هذا ما أردت أن أقوله لكم وما رأيته في هذا الموضوع الخطير طالباً أن يدلي كل برأيه بأية إضافة أو رأي لتزداد الفائدة عسى الله أن يحمي أولادنا وأولاد المسلمين جميعاً من كل الشرور
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته